ساعة الحقيقة في الشمال السوري: هل اقتربت دمشق وقسد من “زواج الضرورة”؟

خاص – احوال ميديا
في تطور دراماتيكي قد يقلب موازين القوى في الملف السوري، كشفت مصادر مطلعة عن “اختراق سياسي” هو الأول من نوعه بين الجولاني وقيادة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
إذ وبعد القطيعة والرهانات المتضاربة، يبدو أن “اللغة المكتوبة” بدأت تأخذ مكان الوعود الشفهية، حاملةً معها ملامح خارطة طريق أمنية جديدة برعاية دولية.
الرسالة الرسمية: كواليس ما بعد رحلة واشنطن
المفاجأة فجرها وزير الدفاع سلطة الجولاني، مرهف أبو قصرة، بإرساله رسالة رسمية ومكتوبة إلى قيادة “قسد”.
هذه الرسالة ليست مجرد بروتوكول، بل هي اعتراف صريح ببنود “اتفاق شفهي” كان قد باركه الجولاني قبل لقائه الشهير بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض في نوفمبر الماضي، وبإشراف مباشر من المبعوث الأمريكي توم باراك.
هذا الاعتراف الرسمي ينهي حالة التردد التي سادت دمشق بعد عودة الشرع من واشنطن، ويفتح الباب أمام تساؤل جوهري: هل خضعت دمشق لضغوط أمريكية جديدة، أم أنها وجدت في دمج “قسد” المخرج الوحيد لاستقرار الشمال؟
ثلاث فرق ومناصب سيادية: ملامح الصفقة الكبرى
وفقاً للمعلومات المسربة، فإن الاتفاق يمنح “قسد” استقلالية عسكرية “مقننة” تحت مظلة الدولة، حيث تدمج في ثلاث فرق تخصصية:
فرقة حرس الحدود: لحماية الأمن القومي في الشمال الشرقي.
فرقة نسائية: للحفاظ على البنية الحالية للمقاتلات في “قسد”.
فرقة مكافحة الإرهاب: تعمل كذراع تنسيق مباشر مع الحكومة المركزية.
الأكثر إثارة في بنود الاتفاق هو “المحرمات الأمنية”، حيث ينص على عدم دخول جيش دمشق أو أجهزتها الأمنية إلى مناطق نفوذ قسد، مقابل تمثيل وازن للأخيرة في هرم السلطة بدمشق، يشمل مناصب (نائب وزير دفاع، نائب وزير داخلية، ونائب رئيس أركان)، بالإضافة إلى قائمة تضم 70 قائداً عسكرياً سينخرطون في القيادة العليا.
مهلة الـ 25 من ديسمبر: تسوية أم فتيل انفجار؟
رغم الإيجابية التي توحي بها الرسالة، إلا أن سلطة الجولاني وضعت “قسد” أمام خيار صعب ومهلة زمنية تنتهي في 25 ديسمبر الحالي.
فالمصادر المطلعة تشير إلى أن المقترح يتضمن شروطاً “سيادية” قد تراها قسد انتحاراً إدارياً، مثل إنهاء التجنيد الإلزامي ودخول قوات الدولة تدريجياً.
وتشير التقديرات إلى أن “قسد” قد تجد نفسها أمام معضلة: إما القبول بتقليص نفوذها مقابل الشرعية والمناصب، أو الرفض ومواجهة “إجراءات تصعيدية” قد تعيد الميدان إلى لغة السلاح.
خلاصة القول :
سوريا اليوم تقف على أعتاب مشهد جديد، فإما أن نشهد ولادة جيش وطني يضم كافة المكونات لأول مرة منذ عقد، أو أن التاريخ سيسجل أن ديسمبر 2025 كان بداية لجولة صراع أكثر تعقيداً.
الأيام القادمة هي وحدها الكفيلة بكشف ما إذا كانت رسالة “أبو قصرة” غصن زيتون أم هي الإنذار الأخير قبل العاصفة.



